{واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون} يُمنعون من عذاب الله تعالى.{لا يستطيعون نصرهم} لا تنصرهم آلهتهم {وهم لهم جند محضرون}. في النار؛ لأنَّ أوثانهم معهم فيها.{فلا يحزنك قولهم} فيك بالسُّوء والقبيح. {إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون} فنجازيهم بذلك.{أَوَلَمْ ير الإِنسان أنا خلقناه من نطفة} يعني: العاص بن وائل. وقيل: أُبيّ بن خلف {فإذا هو خصيم مبين} جَدِلٌ بالباطل، خاصم النبيَّ صلى الله عليه وسلم في إنكار البعث، وهو قوله: {وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه} وهو أنَّه قال: متى يُحيي الله العظيم البالي المتفتِّت؟ ونسي ابتداء خلقه؛ لأنَّه لو علم ذلك ما أنكر الإِعادة، وهذا معنى قوله: {قال مَنْ يُحْيِ العظام وهي رميم} أَيْ: باليةٌ.{قل يحييها الذي أنشأها} خلقها {أول مرة وهو بكلّ خلق} من الابتداء والإِعادة {عليم}.{الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً} يعني: المرخ والعفار، ومنهما زنود الأعراب {فإذا أنتم منه توقدون} تورون النَّار، ثمَّ احتجَّ عليهم بخلق السَّموات والأرض، فقال: {أوليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم} ثمَّ ذكر كمال قدرته فقال: {إنما أمره إذا أراد شيئاً} أَيْ: خلق شيءٍ {أن يقول له كن فيكون} ذلك الشَّئ.{فسبحان} تنزيهاً لله سبحانه من أن يُوصف بغير القدرة على الإعادة {الذي بيده ملكوت كلِّ شيء} أَيْ: القدرة على كلِّ شيء {وإليه ترجعون} تُردُّون في الآخرة.